أحزان ناصرية من عام الردة
عندما مات محمد رسول الله
قال أبو بكر قولته المشهورة
لما رأى ما صار إليه حال المسلمين
… من كان يعبد محمدا
فإن محمدا قد مات
ومن كان يعبد الله
فإن الله حى.. لا يموت
فإذا ما انقطع الخيط الواهى
بين الخطوة والموت
بين دهاء الخلفاء وأحزان الشعب
أمدد لى كفيك
لا تشهر سيفك فى وجهى
عبد الناصر.. مات
فهل نأمن غدر التحكيم
وكيد ابن العاص.. عظيم؟
وأشاعرة العرب يراؤون دمشق
ويحيون القيم الرومية؟
هل نأمن غدر التحكيم..؟
والكذابون يبيعون هويات الصدق المتبتل
فى المؤتمرات الرسمية؟
والقوادون على شطان البحر الأبيض
يتعاطون حبوب الوجد الوطنية؟
هل نأمن غدر التحكيم
والنخاسون احتشدوا
فى أسواق المدن الحرة
يضعون خطوط التقسيم
ويخفون بليل
رائحة صكوك الصلح
وتسوية الغفران؟
هل نأمن غد التحكيم؟
ومعاوية يفاوض مكة
يستقبل أشتات السفراء
يبايعه كل أباطرة الأرض
وتحميه سيوف الأمراء؟

يارب الفقراء أغثنا
هذا ابن رسولك يرديه العطش
يموت على صدر الصحراء
ظمآنا.. يقتله الشوق إلى قطرة ماء
والنيل على مرمى حجر
لكن التجار يسدون الأفق
يساندهم جيش الأعداء
…..
ها هى ساحات المنشية خرساء
لا يسمح فيها صوت الأنصار
يزلزل عرش الكفار نهار التأميم
تستيقظ مرهقة-
تفرك عينيها-
تتذكر-
تصحو-
ما أن تنطق
ما أن تتناقل خافية الأنباء
حتى تدهمها أحذية الأمن الأموى
وفتوى التجريم
وتجبرها شرطة "أوكتافيو" أن تتزين
-أن ترقص قهرا حيت تمر طوابير
العملاء
أن ترقد قسرا
ليضاجعها تجار الأقمشة المسروقة
والأحلام الوهمية

فى الثامن والعشرين من الشهر الباكى
خرجت باب الشعرية حاسرة الرأس
تودع حلما غيبيا ينبت من أرض الواقع
ليموت على صد الشارع
مهجورا
تستحقة قبة عابدين الجمهورية
.. .. ..
عبد الناصر مات
فليرحل عنا من يعبد عبد الناصر
وليتقدم من يحمل سيفه
من يمسح فى بردته الشعبية-
أوهام تردده-
من يقتل خوفه
يا آلهة الخبز الأسود والحارات المجهولة
يا من لا تملكن سوء الأسماء الخشنة
والأطفال البرية
يتكاثف فى الميدان المحزون ظلام
من قرن الذل
يجندل أبناء كالأشباح
ضحايا للسلم الوطنى
يختطف صبايا
استولدهن الجوع-عظايا
كى يصبحن شهود الردة
ويصرن جوارى عصر البترول الذهبى
....
عبد الناصر.. مات
لا يزهر حقل الحنطة
فى الرابع من فبراير
ميت سلسيل-يعذبها الخوف
ويهجرها الحلم
فعيون الوالى عادت
تستيقظ فى منتصف الليل
لترصد كل الأبواب
عادت أشباح الموت الأسود
تتعقب خطوات الشغيلة

كانت قريتنا تأمل يوما فى قطعة خبز
تبعد غائلة الجوع
وتقتل صيحات الشرطى
الرابض فوق الجسر
يقسم أرزاق الناس
كانت تدفع من دمها راضية
ليعيش القمح
وتحلم بالنوار الآتى
عبد الناصر مات ومازالت تحلم بالنوار
الآتى
كانت ترسل أبناء للحرب
-تضيع ببرية سيناء
وتحلم بالنصر الآتى
عبد الناصر مات
ومازالت تحلم بالنصر الآتى
تحلم بالثورا
تتهجى الأحرف
لا تفهم أكثر مما تعلم
ترسل أبناء للجامعة وللمصنع وتغنى
للسد العالى
ولأوراق تحمل وعدا
ينبجس من اللجه والمجهول
يتفجر فى أعماق الطين
ويزهر فوق صدور العمال

كانت قريتنا تحلم لا عبد الناصر مات
ومازالت تجمع أشلاء الحلم
وأشلاء الشهداء
ما كانت تعبد عبد الناصر
لكن
كانت تحلم بالقمح
وبالنصر الطالع من أعماق الجرح
وكانت تنظر فى عينى ناصر- تقرأ
تحفظ ما كانت تعنيه الكلمات
وتقاوم خوفا مجهولا
وتصارع رعبا تعرفه-يسترق السمع
يلص الخطوات
ويطارد أحلام الفتيات
يتسلل مستترا بوشاح السلطة
كى ينبش قبر الموتى
.. ..
عبد الناصر.. مات
قريتنا عادت تدفع من دمها
ويموت القمح
قريتنا تفقد عذريتها
كى تنجب أطفالا لا للحرب
ولكن
لبيوت الأغوات
وبنات يتقن لغات الأسواق الحرة
والرقص
ليدعمن الدعم الأخوى
ويحمين العمق بكل الجبهات
...
يارب الفقراء أغثنا
فبنات بنى هاشم يؤخذن سبايا
كى يتشفى أحفاد أبى سفيان
ويرضى الروم ويغفر عملاء الفرس ذنوب
العرب الأولى
والفلاحات يسقن عرايا لخيام رعاة الأبل
وتجار الزيت
ورياح الردة تجتاح الصحراء
تشوه وجه النيل
تداعب أعلام البيبسى- تقتل أهل البيت
وعبد الناصر مات
فليرحل عنا من يعبد عبد الناصر
من يخشى أن ينقطع الخيط الواهى
ولتقدم من يحمل سيفه
من يمسح فى بردته الشعبيةأوهام تردده
من يقتل خوفه
.. .. ..
فامدد لى كفيك
لا تشهر سيفك فى وجهى
كى نأمن غدر التحكيم
ولكى ننظر فى عينيهكما نظرت قريتنا
المرتعبة من هول قلاع معاوية
وتدبير أشاعرة القرن العشرين
وكيد ملوك الزيت
ولنحفظ عنه كما حفظت
ما تعنيه الكلمات
...
أمدد لى كفيك
لا تشهر سيفك فى وجهى
كى نحتمل فداحة إكمال المشوار
ولكى نجمع أشلاء الفلاحين القتلى
من سيناء
ولنطلق أغنيات التأميم
تزغرد فى ساحات المنشية
أمدد لى كفيك
لنحرر عصفور الحلم المصرى
يعود
يرفرف فوق حوارى ميت سلسيل
وباب الشعرية.
سمير عبد الباقى 1975
سايق عليك الوطن
إصحى يا مصرى وقولها معايا
كفاية كفاية كفاية كفاية
حكموا ونهبوا وظلموا كفاية
حط لليل الظلم نهاية
وارفع رايات الوطنية
..
هل هلالك- يا حرية
هل هلالك-يا حرية
ضوى على الأرض المصرية
..
لما تكون الإيد فى الإيد
تهد السور لو صلب حديد
إصحى يا مصرى وقولها معايا
كفاية كفاية كفاية كفاية
كدبوا وباعوا وخانوا كفاية
مصر ضمير الكون والراية
هى الأم وهى الغاية
وأحلام العدل الشعبية